اختتام فعاليات "مؤتمر البتراء الثاني للحائزين على جوائز نوبل"

تاريخ النشر

الإسكندرية — استضافت مدينة البتراء الأثرية الأردنية، في 22 يونيو الماضي، اختتام فعاليات "مؤتمر البتراء الثاني للحائزين على جوائز نوبل" وذلك بحضور عدد من رموز العالم في المجالات الثقافية والعلمية والفنية. وقد افتتح المؤتمر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني. وشارك في فعاليات المؤتمر عدداً كبيراً من العلماء والشخصيات الحائزة على جائزة نوبل في المجالات المختلفة، وكان من بين الحضور الدكتور إسماعيل سراج الدين، مدير مكتبة الإسكندرية. وبالإضافة إلى ذلك شكل المؤتمر فرصةً تاريخيةً للاستماع إلى حديثين منفصلين من الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت حول مستقبل السلام في منطقة الشرق الأوسط.

ولقد انتهى المؤتمر بإعلان المنظم المشارك للمؤتمر "إيلي ويزيل" عن عدة مبادرات توصل إليها المشاركون في المحاور التي ناقشها المؤتمر؛ وهي الفقر والتمكين الاقتصادي والصحة والتعليم ومنع الانتشار النووي. وقد تم تشكيل لجان تختص بمتابعة كل محور من محاور البحث التي ناقشها المؤتمر. ففي لجنة التعليم التي كان مقررها التربوي "جف غرينفيلد"، والتي شارك فيها الدكتور إسماعيل سراج الدين، مدير مكتبة الإسكندرية بورقة بعنوان "التعليم من أجل السلام"؛ خلص المشاركون إلى إنشاء شبكة من الباحثين تربط بين المعاهد بحثية ومراكز المعرفة في العالم النامي من ناحية وبين حملة جوائز نوبل من ناحية أخرى في مجالات الصحة والطاقة والمياه والبيئة. ودعت توصيات اللجنة إلى التركيز على تدريس العلوم والرياضيات في المدارس لدورها في تعزيز التفكير النقدي لدى الأجيال الشابة.

وفي مجال الصحة، طالب أعضاء اللجنة المختصة بتسريع عملية تطوير الأمصال المضادة وتوزيعها على الفئات المستهدفة وإعطاء الأولوية للطب الوقائي الذي لا يكلف شيئاً مقابل الطب العلاجي لاسيما في الأمراض الصعبة مثل السرطان، مشيرين في مشاوراتهم إلى ضرورة توفر بنية تحتية مدنية ملائمة للقيام بعمليات التطعيم ضد الأمراض وخاصة في الدول الفقيرة. وأوصوا بالاستفادة من تكنولوجيا المعلومات في جمع المعلومات عن الأمراض وأماكن وجود المصابين بها لاستخدامها كقاعدة معلومات لعلاج الأمراض والسيطرة عليها. وطالبوا بتشجيع الشراكة بين القطاعين العام والخاص لتخفيض كلفة معالجة الملاريا التي تقتل ملايين البشر خاصة في إفريقيا وتوزيع العقاقير المضادة لها آخذين أعمال "بيل غيتس" الخيرية في مجال مكافحة الأمراض في آسيا وإفريقيا كمثال يحتذى للقطاع الخاص وأغنياء العالم.

وفي مجال الفقر والتمكين الاقتصادي، أشار أعضاء اللجنة المعنية بذلك والتي كان مقررها نائب رئيس الوزراء التايلندي "سوراكيارت ساثيراتاي" إلى أن أكثر من نصف سكان العالم يعيشون على أقل من دولارين يومياً، ثلثهم في إفريقيا، بما يعنيه هذا من معاناة إنسانية تؤدي إلى زعزعة الاستقرار العالمي وتعطل تحقيق العالم لأهدافه التنموية للألفية الثالثة التي أقرها زعماء العالم عام 2000 في الجمعية العامة للأمم المتحدة. وطالبوا بتشكيل لجنة لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة مؤلفة من حملة جوائز نوبل وقادة عالميين توصي بالطرق المناسبة لتحقيق الالتزامات التنموية المرجوة في مواعيدها. وأشاروا إلى أن اللجنة ستسعى إلى تعزيز الشراكات بين المؤسسات العلمية والعامة والخاصة، وسيتم استكشاف آفاق إنشاء صندوق للتخفيف من معاناة الفقر في العالم. وكان أعضاء لجنة التمكين الاقتصادي قد أقروا مبدأ المساعدة الذاتية أي أن تساعد الدولة نفسها في التخفيف من الفقر مع قيام شراكات فيما بين الدول النامية، أي تعاون دول الجنوب معاً، وبين دول الشمال المتقدم والجنوب النامي. وأكدوا الدور المحوري للمرأة في مكافحة الفقر وضرورة تحسين ظروف الفقراء المعيشية وإيجاد فرص عمل لهم من خلال ما يعرف بتمويل المشاريع الصغيرة مطالبين في حواراتهم بإيصال المساعدة للمجتمعات الفقيرة مباشرة لأنها أكثر نفعاً من إيصالها إلى الحكومة المركزية.

وفي محور منع الانتشار النووي، أشار أعضاء لجنة هذا المحور إلى عدم فعالية معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية في مواجهة تهديدات الدول غير الملتزمة بها، مطالبين الدول المسؤولة التي لديها مشروعات سلمية للطاقة النووية بالحصول على إمدادات اقتصادية و موثوق بها من الوقود لتلبية حاجاتها من الطاقة النووية بدلاً من بناء مرافق لتخصيب اليورانيوم وغيره. وطالبت التوصيات بمراقبة المفاوضات بين إيران وأعضاء مجلس الأمن الدولي لضمان أن جهود إيران النووية هي للأغراض السلمية فقط.


شارك

© مكتبة الإسكندرية